قال الله تعالى في سورة الأنبياء : ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ) .
جاء في تفسير الطبري : القول في تأويل قوله تعالى: ( أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ) يقول تعالى ذكره : أو لم ينظر هؤلاء الذي كفروا بالله بأبصار قلوبهم ، فيروا بها ، ويعلموا أن السماوات والأرض كانتا رتقا : يقول : ليس فيهما ثقب ، بل كانتا ملتصقتين ، يقال منه : رتق فلان الفتق : إذا شده ، فهو يرتقه رتقا ورتوقا ، ومن ذلك قيل للمرأة التي فرجها ملتحم : رتقاء ، ووحد الرتق ، وهو من صفة السماء والأرض ، وقد جاء بعد قوله (كانتا) لأنه مصدر، مثل قول الزور والصوم والفطر ، وقوله (ففتقناهما) يقول : فصدعناهما وفرجناهما.
وأقول والله أعلم : هذه الآية يخاطب الله سبحانه وتعالى بها الكفار فقال تعالى ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) وهذا الخطاب لم يكن موجها لكفار قريش ، فهم لم يعلموا بأن السماوات والأرض كانتا متلاصقتين ، وإنما هذا الخطاب تحقق في زماننا هذا أو ما نسميه العصر الحديث أو عصر التكنلوجيا ، حيث اكتشف علماء الغرب أن بداية الكون كان بسبب إنفجار كتلة واحدة ثم تشكلت النجوم والكواكب ويقولون أن الكون ما زال يتوسع بسبب هذا الإنفجار والذي أسموه بـ ( الإنفجار العظيم ) .
والشاهد من كتابة هذا المقال هو أن علماء الغرب استطاعوا رصد وتسجيل صدى صوت الإنفجار العظيم ، ولمزيد من التوضيح شاهد هذين المقطعين للدكتور مصطفى محمود رحمه الله :
واقول : أن كلمتي الرتق والفتق المذكورة في قوله تعالى ( أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ) هما كلمتان يستخدمها العرب غالبا في الأقمشة والملابس ، فإن الثوب عندما يحدث به شق يقال لصاحبه : ( ارتق ثوبك ) اي قم بإخفاء ذلك الشق بواسطة خياطته ، كما يقال للخيّاط ( افتق الثوب وأعد خياطته ) بمعنى أزل خياطة الثوب الحالية وأعد خياطته إما بسبب طول الثوب أو قصره .
والذي أريد توضيحه أن الصوت المسجل لصوت الإنفجار العظيم يشتبه تماما الصوت الناتج عن عملية فتق الثوب ، فلو أن عندك قطعتي قماش متصلتين - مرتوقتان - ببعضهما بواسطة ( خيط النسيج ) ثم قمت بفتق هذين الثوبين بيديك وذلك بشدهما عن بعضهما فإن الصوت الناتج عن تمزق وتقطع خيوط النسيج يشبه تماما الصوت الذي تم تسجيله للإنفجار العظيم ، وسبحان الله العظيم فالوصف الدقيق الذي جاء ذكره في القرآن لبداية خلق السماوات والأرض يأتي اليوم علماء الغرب ليصدقوه ويسجلوا لنا صوت انفجاره كما وصفه القران .
للإستماع لصدى صوت الإنفجار العظيم الذي تم تسجيله إليك هذه المقاطع :
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
وين مختفي ياغريب زمانة وين مواضيع الرائعة
ردحذفابي اتواصل معك شلون