بحث جديد عن موقع ردم ذو القرنين .



بسم الله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد ..

قال  تعالى في سورة الكهف (  وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86) قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)

هذه الآيات تخبرنا عن رجل  صالح ملك الأرض ومكنه الله فآتاه قوة وأسبابا ليبلغ ما شاء منها ، فذهب إلى مغرب الشمس ثم إلى مطلع الشمس ثم إلى أرض بين سدين حيث وجد قوما شكوا له إفساد يأجوج ومأجوج في أرضهم وطلبوا منه أن يجعل بينهم  سدا يحبسهم عنهم فأجابهم ذو القرنين وصنع لهم ردما من الحديد والنحاس أغلق به شر يأجوج ومأجوج عن أولئك القوم .

وقد اختلف الكثير من اهل العلم والباحثون حول موقع يأجوج ومأجوج ومكان ردم ذو  القرنين ، فمنهم من قال هم في الصين ومنهم من قال هم في الشمال من أرمينيا ، وقالوا هم تحت الأرض وآخرون قالوا بل هم في السماء ..

وفي هذا المقال البسيط سوف أدلي بدلوي وأحاول أن أحدد بلاد يأجوج ومأجوج موضحا ذلك ببعض الإشارات من واقعنا المعاصر وبعض الدلائل التي قد لا تخفى على الكثير من الناس إلا أن تأويل علماء الغرب قد اساء في فهمهم لها  ..

وأقول  : عندما اعتمدت عند البحث عن موقع يأجوج ومأجوج لم أجد إلا إشارة واحدة في القران تحدده وهو قوله تعالى ( حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا ) فإن  استطعنا تحديد موقع السدين فحينها نكون قد اقتربنا من تحديد موقع ردم ذي القرنين ، ولكن أين سنجد هذين السدين  ؟

في البداية يجب أن نعلم أن ذو القرنين رجل آتاه الله قوة فحكم الأرض وأتاه علما وأسبابا يصل بها حيث شاء من مشارق الأرض ومغاربها وهو ما دل عليه قوله تعالى ( إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا) .

وأقول والله أعلم بأن ذو القرنين قد بدأ رحلته من مغرب الشمس ثم اتبع سببا حتى بلغ مطلع الشمس ثم واصل مسيره حتى بلغ القارتين الأمريكيتين وهناك كان السدان المذكوران في القرآن والله أعلم ، وهما سلسلة الجبال الضخمة ( روكي ) في غرب أمريكا الشمالية وسلسلة الجبال الضخمة (الانديز) في غرب أمريكا الجنوبية ، وهما من أطول السلاسل الجبلية على ظهر اليابسة ، انظر الرسم التوضيحي :



وهاتين السلسلتين من الجبال العالية والعريضة والطويلة يقف كل منهما كالسد تماما أمام المحيط الهادئ ، إنظر إلى طول وارتفاع كلٍ منهما :


جبال روكي : هي مجموعة من السلاسل الجبلية التي تقع غربي قارة أمريكا الشمالية حيث تمتد على مسافة 4,800 كلم من الأطراف الشمالية لولاية بريتيش كولومبيا الكندية إلى ولاية نيومكسيكو في الجنوب الغربي للولايات المتحدة الأميركية، ويبلغ ارتفاع أعلى قممها وهي قمة ألبيرت 4,399


جبال الأنديز : هي سلسلة جبلية واسعة ممتدة على طول الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية. يقارب طولها 7100 كيلومتر، وعرضها 500 كيلومتر، ومعدل ارتفاعها 4000 متر. تمتد السلسلة في سبع دول هي الأرجنتين والإكوادور وبوليفيا وبيرو وتشيلي وكولومبيا وفنزويلا.

لاحظ صورة أكثر تفصيلا :


 فإذا كان هذان الجبلان هما المقصودان بالسدين فيكون المكان الذين وصل اليه ذي القرنين (بين السدين) هو أمريكا الوسطى :


وفي قوله تعالى (حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا) ومن دونهما تعني من دون هذين الجبلين وقيل أمام السدين ، وربما كان المقصود بها أدنى مستوى من الارتفاع عن السدين أي الأراضي المنخفضة التي هي أقل إرتفاعا من الجبلين ومن بينهما ..


وعندما نبحث في تاريخ حضارات المنطقة المحددة التي بين السدين (أمريكا الوسطى) نجد أنه قد عاشت هناك حضارة غريبة وعجيبة وغامضة وما زالت أسرارهم تحير علماء الغرب ، وآثارهم باقية ومشاهدة حتى يومنا هذا ، وهم (شعب المايا ) بالإضافة لشعوب أخرى .



ومن العجيب أنهم اكتشفوا مؤخرا في شبه جزيرة يوكاتان بالمكسيك عالم بأكملة تحت الماء ووجد الباحثون متاهة مكونة من 14 كهفا بعضها تحت الماء تعود لحضارة شعب المايا وكانت مليئة بمعابد صخرية وأهرامات وتماثيل كهنة وخزف وبقايا بشرية ! فهل كان المقصود من قوله تعالى (وجد من دونهما ) أن ذي القرنين وجد في المنطقة التي بين السدين قوما يعيشون تحت الأرض (الكهوف) ؟








ثم يتسائلون عن سبب عيشهم في تلك الكهوف ؟ فيقول الباحثون إن الأسطورة القديمة التي يصفها جزئيا كتاب المايا المقدس "بوبيُل فوه" (Popul Vuh) تتحدث عن رحلة عذاب بالغة المشقة من خلال الدم النازف والخفافيش والعناكب، والتي ينبغي أن تعانيها نفوس الموتى من أجل الوصول للعالم السفلي أو زيبالبا (Xibalba). في هذا السياق، تكون الكهوف هي البوابات الطبيعية للعوالم الأخرى (العالم السفلي للمايا ) ، وهذا ربما ما أوحى بأسطورة أو طقوس الموت عند المايا. ويضيفون هذه الكهوف ترمز للظلام والخوف والوحوش الضارية .



ويتعجب الباحثون في كيفية بناء تلك الكهوف والوصول لها فيقولون : ( كان على بناة المايا أن يحبسوا أنفاسهم ويغوصوا تحت سطح الماء ليتمكنوا من بناء بعض هذه المعابد والأهرامات ) .






وأقول : إذا كان هذا هو الموقع الصحيح الذي وصله ذو القرنين فإن قصة عيش أولئك القوم في الكهوف ليست كما يظن علماء اليوم ، وقد أحسنوا فقط في قولهم أن تلك الكهوف كانت ترمز للخوف من الوحوش الضارية ، ولكن أي وحوش ؟ لقد كان ذلك الشعب (شعب المايا ) يخاف من (يأجوج ومأجوج ) الذين أفسدوا في أرضهم وقتلوهم وخربوا زراعتهم ودوابهم ولم يجدوا ملجئا لهم سوى بناء تلك الكهوف والإختباء بها حتى يعود يأجوج ومأجوج إلى مخبئهم .



ولذا فإنهم عندما رأوا ذو القرنين وقوته وجنوده وما أعطاه الله ، استنجدوا به وقالوا (قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا) .



ويبدوا والله أعلم إن يأجوج ومأجوج لا يعيشون على سطح الأرض وإنما في عالم تحت اليابسة وأن لهم أوقات محددة يخرجون فيها لليابسة فينهبون ويخربون ويعودون إلى موطنهم تحت الأرض ، وكلما جاء موعد خروجهم سارع شعب المايا بالإختباء في الكهوف والبقاء بها حتى يعود يأجوج ومأجوج إلى موطنهم ، كما أن ذو القرنين عندما وصل بين السدين وصل في الوقت الذي يكون فيه يأجوج ومأجوج في مخبئهم ، فطلب منه المايا أن يضع بينهم سدا يمنع وصول تلك الوحوش البشرية إليهم ، ولكن ذو القرنين عرض لهم ما هو أفضل من السد فقال ( قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ) أي أن الله أعطاني قوة وعلما أستطيع به أن أمنع شرهم عنكم بما هو أفضل من بناء السد فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردم .


ويبدوا والله أعلم أن الردم هو إغلاق للبوابة التي يخرج منها يأجوج ومأجوج من تحت الأرض فلا يخرجون للسطح ، والدليل على ذلك هو ما جاء في الحديث الذي صححه الألباني في قوله صلى الله عليه وسلم عن يأجوج ومأجوج ( يحفرون في كل يوم حتى يكادوا أن يروا شعاع الشمس، فيقولون: نرجع إليه غدا، فيرجعون وهو أشد ما كان، حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله أن يبعثهم على الناس، قالوا: نرجع إليه غدا إن شاء الله، فيرجعون إليه كهيئة ما تركوه، فيحفرونه، فيخرجون على الناس" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  فيفر الناس منهم إلى حصونهم) وهنا نجد أنهم يحفرون حتى إذا (كادوا أن يروا شعاع الشمس ) أي أنهم في مكان لا تصل إليه أشعة الشمس ، كما يبدوا أيضا أنهم لا يخرجون وقت النهار فلا طاقة لهم بأشعة الشمس ، وإنما خروجهم بالليل فقط ، ولذا فإن حفرهم للردم يكون ليلا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس رجعوا ينتظرون مغيب الشمس ومجيئ الليل حتى يكملوا الحفر فيخرجوا من حبسهم ولكنهم يعودون إلى ما حفروه بالأمس فيجدونه رجع كأشد ما كان فيبدأوا بالحفر من جديد ..

وقد وجدوا في أحد الكهوف تحت سطح الأرض بسبعين مترا أقدم رسوم تم اكتشافها حتى الآن ، حيث وجدوا رسما لحيوان خرافي يشبه الجاغوار (الفهد الأسود) يصطاد غزالا :





ويقول علماء الآثار أن المدهش في هذه الرسوم أنها تمثل مخلوقات خرافية من العالم السفلي (عالم تحت الارض) ، وأنها تعود للقرن الأول قبل الميلاد ، ولمتابعة ما قالوا شاهد هذا المقطع من الدقيقة 7.08 وحتى الدقيقة 11.30  :


(رابط اليوتيوب )

ويقول علماء الآثار أيضا إن الشعوب التي سكنت أمريكا الوسطى كانت تعتقد بوجود كائنات يغوريّة (أي حيوان الجاكوار) بشرية الشكل، ويبرز هذا الأمر بشكل واضح في أعمالهم الفنية، حيث يظهر أناس ذوو أشكال وخصائص مماثلة لتلك الخاصة باليغور، ويقول بعض الخبراء أن هذه الكائنات لعلها كانت مؤلهة. هذا ما يقوله خبراء الغرب .


وأقول والله  أعلم إنما كانت تلك الشعوب ترسم على جدران تلك الكهوف اشكال يأجوج ومأجوج وأنهم ليسوا كمثل خلقنا ، وسبحان الذي يخلق ما يشاء .

ويقولون أيضا بأن المايا كانوا يعبدون اله العالم السفلي (تحت الأرض) وهو مكان الخوف ، وعندما تغيب الشمس يظهر الإله على شكل حيوان الجاكوار ، ويقولون أن إله العالم السفلي له تسعة أرواح ، وأقول : بأن كلام علماء الآثار هذا يثبت لنا أن يأجوج ومأجوج يسكنون تحت الأرض وأنهم لا يظهرون إلا ليلا بعد مغيب الشمس وأنهم لا يستطيعون الخروج نهارا ، تابع مقطع اليوتيوب من الدقيقة 31:21



ومن المدهش أنهم اكتشفوا أن معظم الأبراج التي قامت ببنائها تلك الشعوب تحتوي في قمتها على نوافذ لمتابعة كوكب الزهرة على وجه الخصوص ، فكانوا من خلال النظر عبر تلك النوافذ يستطيعون رصد ظهور كوكب  الزهرة بكل دقة  .



وكوكب الزهرة هو ما يعرف بنجمة الصبح في جزيرة العرب ويكون ظهوره قبيل الفجر (وقت السحر) وظهوره هو دلالة على اقتراب شروق الشمس ، لقد كان الليل يشكل هاجس خوف ورعب عند شعب المايا وأن ظهور هذا الكوكب كان بمثابة أمان مما يخافونه ، تابع هذا ( اليوتيوب )

ولا شك بأن يأجوج ومأجوج لا يقدر عليهم إلا الله وحده ، وأنهم ذو طبيعة بشرية شريرة ومفترسة وقاتلة ، ويدل على ذلك ما جاء في صحيح البخاري ومسلم : أن زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فزعا محمرا وجهه، يقول ( لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بإصبعه الإبهام، والتي تليها، قالت فقلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث ) ، وكذلك ما رواه مسلم في حديث نزول عيسى ابن مريم آخر الزمان وقتاله الدجال حيث ذكر قوله صلى الله عليه وسلم ( فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى : إني قد أخرجت عبادا لي، لا يدان لأحد بقتالهم، فحرز عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدب ينسلون، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء، ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه، حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه، فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم، فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة ) ، وأقول والله أعلم أن ذي القرنين أيضا لم يكن قادرا على قتالهم فمكنه الله من بناء الردم وسد البوابة التي يخرج منها يأجوج ومأجوج .

ثم أن الردم الذي تم بناؤه لم يكن بالبناء البسيط ، وإنما هو ردم ضخم وغاية في الضخامه ، ورغم قوة ذي القرنين وما آتاه الله إلا إنه طلب من أولئك القوم أن يعينوه بقوة ، فقال لهم ( قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا )  ثم قال (آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ) أي قطع الحديد والذي يجدر الإشارة اليه أن المكسيك والتي توجد بها كهوف شعب المايا تعتبر من الدول الكبرى المصدرة للصلب الخام وتنتج سنويا ملايين الأطنان أنظر هنــــا   ، ثم قال تعالى (حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ ) والصدفين هنا قالوا بأنهما جبلين ، وبالتأكيد أن من بين الصدفين يخرج يأجوح ومأجوج من باطن الأرض وأميل بأن الصدفين هما شق ضخم في الأرض أو فجوة ضخمة وليس هو بمكان مرتفع عن الأرض والله أعلم ، ثم قام ذو القرنين بملئ ذلك الشق بقطع الحديد حتى ساوي بين طرفي الأرض من أعلى الشق ثم قال تعالى (قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ) أي جاء بالنحاس وصبه فوق قطع الحديد ، وتجدر الإشارة أيضا إلى أن المكسيك من الدول الكبرى المصدرة للنحاس أنظر هنــــا  .

ثم قال سبحانه وتعالى واصفا هذا الردم الصلب المنيع ( فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ) أي لم يستطع يأجوج ومأجوج أن يثقبوه ولا أن يصعدوا من فوقه فهو ردم محكم وقوي ، ثم قال الله تعالى على لسان ذو القرنين بعد إتمام البناء ( قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ) أي أن هذا الردم هو رحمة من الله سبحانه لتلك الشعوب المستضعفة أن كفاهم به شر يأجوج ومأجوج ، وهنا تنبيه يجب الإشارة إليه في هذه الآية وهو قول ذو القرنين ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا) أي أن ذي القرنين بما آتاه الله من علم أخبر أولئك القوم بأن هذا الردم سينهار يوما ما ، وهو وعد من الله وتاريخ محدد سيأتي آخر الزمان يخرج فيه  يأجوج ومأجوج ويعيثون فسادا في الأرض بعد نزول عيسى عليه السلام ، والسؤال هل أخبرهم ذو القرنين بالتاريخ المحدد لإنهيار الردم (أي بعد كذا من السنين) ، وإن كان قد أخبرهم بذلك فيكون والله أعلم أن تقويم المايا المشهور والذي وجد منقوشا على حجر يزن 22 طناً وقطره 3,7 أمتار لم  يكن المقصود به نهاية العالم ، وإنما هو تقويم لموعد إنهيار الردم وتحذير لأجيال المايا القادمة من الخطر المحدق بهم باقتراب موعد دك الردم ، فإنه لا طاقة لأحد بيأجوج ومأجوج ..



فهل تمت قراءة هذا التقويم بالشكل الصحيح وكما أراده الذين صمموه لتحذير أجيالهم اللاحقة ؟

ومن الأمور التي يجدر ذكرها ايضا أنه أثناء الغزو الأسباني لشعوب أمريكا الوسطى قام القساوسة الأسبان بحرق وتدمير كل المخطوطات التي عثروا عليها بحجة مخالفتها لدينهم ولم ينجوا من تلك المخطوطات إلا أربع مخطوطات فقط ، والسؤال هنا هل كانت تلك المخطوطات تتحدث عن توحيد الله وألوهيته ، وهل تدمير القساوسة الأسبان لها من أجل أن لا يعرف أحد بقيام حضارة فريدة من نوعها تعتمد على توحيد الله وعبوديته في تلك البلاد ؟ وهل كانت تلك المخطوطات تتحدث عن ذي القرنين وعن الردم الذي أنشأه وعن يأجوج ومأجوج ؟ 

في إحدى تلك المخطوطات الأربعة التي سلمت من التدمير وجدوا في آخر صفحة منه الرسم التالي :




وفي هذا الرسم يظهر مخلوق يشبه التمساح ينزل من فمه ماء واثنان من الآلهه الشريرة  المرسوم على ملابسهما رمز الموت (العظمتان ) وهما ينظران إلى التسماح ، ويقول علماء الآثار إن هذا الرسم يشير إلى نهاية العالم كما يتوقعه المايا فسيأتي يوم ينزل فيه من السماء طوفان من الماء يجتاح العالم اجمع ويدمره ، وأقول : لم يعلم علماء الغرب أن هناك كائنات بشرية متوحشة ومفترسة محبوسة تحت الأرض وتنتظر هدم ردم ذو القرنين لتخرج عبر شق في الأرض (فم التسماح) لتجتاح العالم كالطوفان وتقتل أهله كما أخبرنا نبينا صلى الله  عليه  وسلم ، وما رسم الآلهه الشريرة التي يزعمون إلا دلالة على يأجوج ومأجوج ، للمزيد تابع هذا اليوتيوب من الدقيقة 19:38 



والعجب أن هناك الكثير من الآثار المكتشفة لتلك الشعوب ولكن تحت الحراسة المشددة من حكومتي المكسيك وجواتيمالا ، فما هو السر يا ترى ؟ 

في شبه جزيرة يوكاتان بالمكسيك وجدوا كهوفا ضخمة في الأرض ممتلئة بالماء العذب وعندما نزل العلماء إلى أعماق الماء في تلك الكهوف وجدوا في القاع الكثير من الجماجم المحطمة وعظام لأطفال ورجال ونساء وكانوا يعتقدون بأنها قرابين للآلهه ، بينما والعلم عند الله أنهم كانوا ضحايا لمجازر يأجوج ومأجوج قبل أن يصل إليهم ذو القرنين .

ومما سبق وإن صح توقعنا بأن أمريكا الوسطى هي البلاد التي بين السدين ، فمما لا شك فيه أن ردم ذو القرنين موجود في المكسيك وبالأخص في جزيرة يوكاتان وذلك لوجود مهد معظم آثار حضارة المايا القديمة ، وإن جاز لي تحديد مكان الردم بأكثر دقة (مجرد توقع ) فإنني أميل إلى ما تم إكتشافه مؤخرا من بناء هائل الحجم وهو عبارة عن ساحة مستوية ضخمه ترتفع عن سطح الأدغال (58) مترا وتبلغ مساحتها (150000) متر مربع ، أي أن سطح هذا البناء يعادل مساحة أربعة ملاعب كرة قدم ، ويعود تاريخ البناء إلى (2500) سنة ، وتوقع العلماء أن تكون هذه الساحة مسرحاً للشعائر الدينية ، وأقول بأن هذا البناء الضخم بذلك الإرتفاع يستحيل أن يكون مقرا للإحتفالات ، فهل تم بنائه ليخفي تحته الردم الذي بناه ذو القرنين ، وللمزيد حول هذا البناء تابع اليوتيوب هنــــــــا  .

وقبل إنهاء هذا البحث المختصر فيجدر الإشارة إلى أن علماء الغرب يتوقعون أن سبب انقراض الديناصورات من على وجه الأرض هو بسبب اصطدام نيزك في شبه جزيرة يوكاتانا قبل 65 مليون سنة نتج عنه موجات هائلة من التسونامي ويعتبرونه أعنف اصطدام للنيازك التي تعرضت لها الأرض وقد أحدث حفرة بقطر 180 كيلو متر واسموها بـ ( حفرة تشيكسولوب ) ، وأقول هل يمكن لهذا الإصطدام أن يتسبب بفتح بوابة لجوف الأرض ؟

هذا ما في جعبتي وبالإمكان الاستزادة عن حضارة تلك الشعوب وأسرارهم بالبحث في الإنترنت ، كما آمل من لديه أية إضافات تثري هذا البحث المتواضع أن يكتبها هنا .

وفي النهاية نقول أن هذا مجرد توقع واستنباط ، والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

هناك 14 تعليقًا:

  1. بحث رائع جدا

    جزاك الله خيرا و بارك فيك

    ردحذف
    الردود
    1. بارك الله فيك ، واشكر لك زيارتك للمدونة .

      حذف
  2. بحث جمييل ومقنع ..
    بوركت جهودك

    ردحذف
  3. بحث ممتاز بارك الله فيك

    ردحذف
  4. بحث جميل واجتهاد اجمل لاكن اخي الحديث استدللت به في بداية البحث حديث ضعيف ومكذوب والحقيقة ان ياجوج وماجوج هم بشر حالنا كحالهم وانما اعدادهم هائلة،، انصحك بمتابعة بحث الشيخ عمران حسين عنهم فبحيرة طبرية واشكت على الجفاف فماذا سيشرب ياجوج وماجوج عند خروجهم؟؟!! ثم اخي الكريم ان كان يوجد مخلوقات غير الانس والجن والحيوانات والملائكة لاخبر بها الله في كتابه الكريم الأدلة الصحيحة من القران والسنة تشير الا انهم بشر ولاكن تتطغى عليهم صفة الفساد
    امتعتني ببحثك وشكرا لك

    ردحذف
    الردود
    1. ربما يكون اسرائيل هم نفسهم يأجوج ومأجوج الذين استنفذوا الموارد الطبيعية لبحيرة طبرية

      حذف
  5. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    أشكر جميع الإخوة الذين قاموا بالتعليق على هذا البحث ، ومهما قلنا فلا يعلم الغيب إلا الله وحده ، ويأجوج ومأجوج هم من البشر والله اعلم ولكنهم ليسوا موجودين على سطح الأرض وإنما في باطنها كما في جاء في الحديث الذي صححه الالباني وذكرته في مقالي بقوله صلى الله عليه وسلم ( يحفرون في كل يوم حتى يكادوا أن يروا شعاع الشمس ... ) وهذا الحديث لا ينفي كونهم من البشر ولكن الله وحده أعلم بحالهم وكيف صاروا إلى ما صاروا إليه ..

    إضافة مهمة بشأن وجود يأجوج ومأجوج في باطن الأرض :

    شاهد هذا المقطع عن لغز روزويل :

    https://www.youtube.com/watch?v=tLTIRegaQe0

    واقول اذا كانت حادثة روزويل حقيقية ، فإن الجثة التي وجدوها لم تكن سوى جثة أحد أفراد يأجوج ومأجوج ، والعجيب هو ما قاله أحد الضباط في الدقيقة 17:40 عن تشريح الجثة حيث قال أنهم وجدوا جفن خفيف يغطي العين ولم يكن علماء التشريح يعلمون بوجوده وهو ما يساعد تلك المخلوقات على الرؤية في الظلام ، طبعا إن صدقوا فإن ذلك المنطاد لم يأتي من الفضاء وإنما خرج باطن الأرض ، والعجيب أيضا أن مدينة روزويل الأمريكية ليست ببعدة عن المكسيك (منطقة ما بين السدين ) !

    هذا والله أعلم .

    ردحذف
  6. http://novusordoseclorum.discutforum.com/t8162p30-dul-qarnayn-et-le-peuple-de-gog-et-magog-nouvelles-donnees

    ردحذف
  7. رؤيا لباراك اوباما في طفولته منقولة من مذكراته

    مُساهمة من طرف غريب الدار في الجمعة سبتمبر 13, 2013 3:42 pm
    نص رؤيا منامية لباراك أوباما فى طفولته منقولة من كتابه (Dreams from my Father) ( أحلام من أبى) الذي نشر فى يوليو 1995، وتم تقييم الكتاب كأفضل مذكرات لرجل سياسي كتب فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكيه من قبل مجلة تايـــم الأمريكيه الأشهر فى العالم على الإطلاق.

    “…I finally fell asleep and dreamed I was walking along a village road. Children dressed only in strings of beads played in front of the round huts, and several old men waived to me as I passed. But as I went further along, I began to notice that people were looking behind me fearfully, rushing into their huts as I passed. I heard the growl of a leopard and started to run into the forest, tripping over roots and stumps and vines, until at last I couldn’t run any longer and fell to my knees in the middle of a bright clearing. Panting for breath, I turned around to see the day turned into night, and a giant figure looming as tall as the trees, wearing only a loin cloth and a ghostly mask. The lifeless eyes bored into me, and I heard a thunderous voice saying only that it was time, and my entire body began to shake violently with the sound, as if I were breaking apart…” Dreams From My Father; Barack Obama
    فى أثناء رحلة له لبلدة أبوه فى كينيا على هضبة الحبشه، و أثناء ركوبه القطار فى الإتجاه للقريه ، كان يستمع لأصوات القطار و أنفاس إخوته حوله و يفكر فى حكايات جدة فى كينيا ، ثم غط فى النوم ، و بدأت الرؤيا المناميه ،
    ** بدأت الرؤيا : كنت أمشى فى طرق قرية والدى ، و كان هناك أطفال يلعبون أمام الأكواخ المستديرة، لا يلبسون إلا ملابس من خرز ، و كان هناك عديد من رجال مسنين يلوحون لبارك أوباما كلما مر بجوار مجموعة منهم ، و لكن حتى بدأت أمشى مسافات أبعد من هذا ، وجدت الناس تنظر لشئ خلفى بخوف ، و تجرى لتحتمى داخل أكواخهم كلما مررت بهم ، سمعت زئير فهد ، و بدأت أجرى بإتجاه الغابه ، تعثرت قدماى فى الجذور و الفروع و أشجار الكروم العنب ، حتى وصل بى الأمر من التعب المنهك ، سقطت على ركبتى فى وسط غرفة مشرقه ، و أنا ألهث لأتنفس ، ألتقت حولى لأجد اليوم تحول من النهار إلى ليل مظلم ، و شخص طويل القامة يلوح فى الأفق ، طويل مثل الأشجار ، يلبس فقط قطعة قماش تغطى خاصرته و منطقه العانه ، و يلبس قناع شبحى ، ثم نظر إلى بعيونه الهامده شبه الميته نظرة بملل ، وسمعت صوت مدو مكتفيا بالقول ان الزمان قد حان ، وكامل جسدي بدأ يهتز بعنف مع الصوت ، كما لو كان جسدى يتفكك.

    ردحذف
    الردود
    1. رنا محي الدين:اوباما يقود معركة يلوح له فيها تحية سكان البلاد-بلاد الدمار سوريا-ليواجه مع قوى التحالف العربية والغربية قوى داعش ولكن بعد ذلك يتحول المسلمون ضده ويحاربونه وجيشه بعد النصر لأنهم نسبوه لأنفسهم فيهزمون امام النمر القوي المسلم ويتحقق وعد الحق
      وبعد ذلك ننتظر المسيخ الدجال الطويل الرهيب الذي تهتز له نفوس الكفار طواعية فيتبعوه وعندئذ يكون الوقت قد حان...

      حذف
  8. السلام عليكم،،، بحثك ممتع ولو فيه هفوه كقوله تعالى ((حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا)) فكيف هم يملكون هذه الحضاره المذهله والآثار فكيف هم لا يفقهون قولا

    ردحذف
    الردود
    1. هو ذكر في المقال ان المقصود اللغة .. لغتهم تختلف ولا احد يفهمها لذلك لايفقهون قوله ولايفقه قولهم

      حذف
  9. انا ذهبت للمكسيك وقمت بابحاث عن هذا الردم
    وطلع كلامك كله صحيح اخ عبدالله المدني

    ردحذف